استراليا) (ا ف ب) - قتل ما لا يقل عن 131 شخصا في اسوأ حرائق تشهدها استراليا في تاريخها ولا تزال مستعرة الاثنين في جنوب شرق البلاد على ما اظهرت اخر حصيلة للشرطة.
ولا يزال حوالى 30 حريقا خارج السيطرة في مقاطعة فيكتوريا التي دفعت ثمنا غاليا جراء النيران التي يكافحها الاف من عناصر فرق الاطفاء بمساندة الجيش.
وهي الحرائق التي تحصد اكبر عدد من الضحايا منذ الحرائق المعروفة باسم "اربعاء الرماد" في العام 1983 التي قضى فيها 75 شخصا في فيكتوريا وفي مقاطعة نيو ساوث ويلز المجاورة.
واجتاحت الحرائق حتى الان ثلاثة الاف كيلومتر مربع اي ثلاثة اضعاف مساحة هونغ كونغ مدفوعة بالجفاف والرياح القوية واسوأ موجه قيظ تسجل منذ قرن.
وفي ملبورن بلغت الحرارة في اليومين الاخيرين في بعض المناطق 46,4 درجة مئوية وهو مستوى قياسي في شباط/فبراير.
وقضى معظم الضحايا في منطقة ملبورن ثاني مدن استراليا وعاصمة مقاطعة فيكتوريا. وقد اتت الحرائق على اكثر من 750 مسكنا.
واتى الحريق على قرى صغيرة برمتها في حين لحقت ألسنة النار ببعض الضحايا الى داخل سياراتهم.
وروى ناجون كيف ان سحابة كثيفة من الرماد الاسود انتشرت في السماء حاجبة الشمس في حين التهمت النيران المنازل.
وقالت السلطات ان بعض الحرائق متعمدة معتبرة ان الفاعلين مسؤولون عن "جرائم جماعية" على ما اكد رئيس الوزراء كيفن راد. واوضح ان "ما من كلمة اخرى غير جرائم جماعية لوصف ذلك. لقد بلغنا درجة من الفظاعة قلة منا يمكن تصورها".
واوقف الاثنين رجل في الحادية والثلاثين وفتى في الخامسة عشرة يشتبه في انهما اشعلا حريقين لم يسفرا عن ضحايا ووجهت اليهما تهمة التسبب عمدا في حريق.
ووعدت السلطات بمعاقبة مفتعلي الحرائق بقسوة وملاحقتهم بتهمة القتل وقد يواجهون عقوبة السجن مدى الحياة.
وقال كيفن راد الذي وصف الاحد هذه الحرائق غير المسبوقة بانها "الجحيم بكل ضراوته" ان "التحدي لا يقتصر على مد يد الصداقة (..) بل يجب التحرك. لذا قمنا بتعبئة صفوف الجيش".
واتت النيران التي استعرت بسبب رياح قوية جدا كليا على ضيعة سياحية صغيرة معروفة بخضارها تقع شمال ملبورن.
وقال الكاهن ايفور جونز الذي يقيم في البلدة ان "ماريزفيل التي كانت من اجمل قرى فيكتوريا ان لم تكن استراليا شطبت عن الخارطة".
والحقت النيران الدمار كذلك في مدينة كينغليك المجاورة حيث قضى اكثر من عشرين شخصا.
وقد اقيمت مراكز استقبال للناجين الذين لجأ عدد كبير منهم الى بلدة ويتلسي المجاورة.
وتحولت احواض السباحة والسدود او حتى المستنقعات الصغيرة الى اخر ملجأ لبعض السكان المرعوبين الذين حاصرهم وابل من الجمر خلفته الحرائق.
وقال غاري هيوز الذي تمكن من الفرار مع زوجته من منزله المشتعل في ملبورن "يقولون انها +امطار الجمر+ لكن الواقع افظع من ذلك بكثير". واوضح للصحافة المحلية انها "عاصفة من النار آتية من الجحيم تعدو وراءك من دون كلل".
عيون الحنان